إنها السادسةُ والربع صباحاً ويشعر كريم أنّه بحاجة لساعتي نومٍ على الأقلّ. لكنّه اليوم، وعلى غير عادةٍ، متحمّسٌ لما يخبّيء له هذا النهار، أو على الأقلّ لما أظهر له الأمس من خبايا هذا الأخير.
أطفأ المنبّه، ودخل المطبخ ليرى والديه على الشرفة، كأنّ الليل نسي أنّ يمرّ عليهما، يجلسان بكلّ نشاطٍ، أمامهما الطاولة الصغيرة، كما البارحة عندما عاد من السهرة. يتحدّثان، ويوطّدان العلاقات بين فناجين القهوة، والمنافض، وسحب الدخان والأحاديث الصغيرة. علاقات سنواتٍ قد تقتلها صحتّهما المتدهورة على طرقات الشيخوخة.
حضّر كوباً من النسكافيه وعروس زعتر صغيرة، وجلس في هدوء المطبخ، بعيداً عن أسئلة أهله الصباحيّة.
عبثاً ما حاول.
(يتبع)
No comments:
Post a Comment