أسرقُ اليها النظراتِ
بين أطراف الكلامْ،
وهي لم تعرفني،
وإلاّ لألقت عليَّ سلامْ.
تتحدّثُ مع رفاقها،
تملأ المقهى ضحكاتٍ كبيرَةْ،
وعجقةً وعطرا،
ونحنُ في لقاءنا الأخيرِ
وضعنا نقطةً أخيرَةْ،
وتحتها سطرا.
وكم مرّ عليَّ بعدها من عطورٍ وضحكاتٍ،
وكمّ مرّ من أيّامْ!
فلماذا تراني غارقاً في زاويتي،
في فنجاني،
في حطامْ...
لعنتُ تسريحتي،
ولحيتي،
والكتابَ المُهملَ أمامي،
وعلبةَ الدخانِ،
وتمنّيتُ أن أعودَ مراهقاً
بالشكلِ والأحلامِ
وشغب الصبيانِ...
وتمنّيتُ أن تقبضَ على سارق النظراتِ
أن تلاحظَ اهتمامي،
وتمنّيتُ...
إن نَظَرَتْ صوبي،
أن تراني!