...عا رواق... حلو الرواق

Thursday, April 19, 2012

راسمة حنّاء مراكشيّة

جمعتُ شموعي ومصباحي
وأعشاباً جففتها منذ الصباحِ
وبعض العطر في إناء
ونزلتُ إلى جامع الفِناء
وبِعتُها لأوّل فرنسيّة مرَّت 
باهتةَ اللونِ، شاحبةً، بيضاء
جمعتُ كُحلي
ومكحلةً
ومَرطبانَ حِنّاء  
وجلستُ في ضجيج الساحةِ
في الضوضاء
 جلستُ والموسيقى تراقص الدخانَ
وتتلاشى معهُ في أعلى السماء
جلستُ
وعلى الأرض مصباحي يرتعش نورُهُ
يُعربِدُ فيه الضياء
جلستُ أسكبُ هدوئي
أرسمُ الليلَ
وعجقةَ المساء
في يدٍ سجدت بين أناملي
واعتنقتِ العربيَّةَ...
في طَرَفِ أوروبيّةٍ شقراء

أنا أكبر فاتحةٍ عربيّةْ
أنا!
أبسطُ امرأةٍ مغربيَّةْ
في زمنِ النفط والجبناء!
أغيِّرُ حدود الأمّةِ
برسم الخطوط في أيدي غرباء

Thursday, April 12, 2012

شاعرٌ... ونرجسية

لستُ شاعراً ينظم القوافي،
أنا نبيٌّ
أترجم رؤىً 
ولحظاتِ انخطافِ
أكتب كلاماً ينزل عليَّ
كالوَحيِ من جهاتٍ إلهيّة
أو من جسد امرأةٍ عربيّة
من عُنْقها
من نهديها... من الأردافِ

أنقُلُ حفيف أوراق الصفصافِ
أو هيجة أرزةٍ في ريحٍ وطنِيَّةْ
أترجم إغراءاتِ لوحةٍ طبيعيّة
أو ضجيج شوارعَ بيروتيّة...
وأوثّق أحاديث الشمس للظلالِ،
للألونِ... للأطيافِ

لستُ بعالِمٍ أو فيلسوفٍ 
أو حتّى عَرّافِ
أنا الراني إلى كلِّ ما حواليَّ
أنقُلُ بإعجابٍ ما يُنقَلُ إليَّ،
ما تَكشفُهُ الدنيا من أُمورٍ خفيّة...
أنقلُ همَساتِها
واعترافاتِها
وما اجمل الدنيا في لحظةِ اعترافِ!

أنا لستُ إلاّ قصيدةً مَنسيّة
قِيلَت يوماً في أمسيةٍ شِعريّة
ومن يومها 
أُلَمْلِمُ في الدنيا قوافيَّ
وأجمعُ بعضاً من أجزائي وأطرافي

أنا لحظةُ لذّةٍ عشقيّة
أحَسَّ بها الشِّعرُ
والأرضُ والإنسانيّة
وتلاشت رَعَشاتُها
ولهيبُ أنفاسها الناريّة...
أنا نشوةٌ تَحُسُّها
ولا تَفيها حقَّها
ببعضٍ من الأوصافِ...
أنا...
لستُ شاعراً ينظمُ القوافي!

Tuesday, April 10, 2012

منتصف الليل في كنيسة... وصلاة


بين الجنّة في زُرقة عينيها
وجهنّم الخطيئة على نهديها،
وقفتُ ضائعاً حائِر
في مَطهَرٍ ملفوفٍ بشالها 
بشالها المشغول من أنعم الحرائر،
وقفتُ أمامها معذّباً
أمام جمالها الأخّاذ الباهِر،
وقفتُ في نهار وجهها
ولم أسَل
ما بال النهار في وجهها ساهِر؟!
---
أردتُ أن أُبحر في عينيها
أن أسافِر،
أن أتوغّل في أدغالها
أن أغامِر،
أن أخسر عمري في ملاهيها
أن أقامِر،
وأن أُحرَق بخوراً على جمر نهديها
أو أُدفَنَ تحت رمشيها
في أفخم المقابر...
وأردتُ أن أزرع خطيئتي فيها
في كلِّ شبرٍ طاهِر...
---
لكنّي وقفتُ أسبّح الله
أعلن ايماني
أُجاهِر،
إلى أن ترجّتني الشياطينُ
أن أشيح بنظري
أن أغادر،
وانا، أردتُ أن أبقى
أن أمارس في هياكلها 
كلّ الطقوسِ
وكلّ الشعائر،
وأن أبشّر معلناً عشقي
من أوّل الدنيا
إلى آخرها
إلى الآخِر!

Sunday, April 8, 2012

تانت إيلان

قالت شو بدّك قلقان
عندي بضاعة أصلية،
يمكن مش شغل الطليان
بس طبعاً أوروبية،
وإنت كاين بالفرسان 
وإمك بالأخويّة،
ما رح إلعب بالميزان،
ولا زيد السعر شويّة...
قلتلاّ يا تانت إيلان،
الساعة عندي مطفيّة،
وصار لي ساعة بالدكّان
وإنتي بتقسّطي فيّي،
بعرف إنّك من زمان
إنتي وإمّي صحبيّة
وإنّي بشبه فليتان...
بسّ بدّي بطاريّة!


ملاحظة: شخصيّات هذه القصيدة خيالية ولا تمتّ للواقع بصلة. واستخدامي لاسم "تانت إيلان" لا يدلّ إلاّ على احترامي لهذه الإنسانة ودكّانها الذي تديره بأعلى درجات النزاهة والاحتراف.

Tuesday, April 3, 2012

يا معلَّقلا على خشبة

يا وطني،
يا مُعلَّقلاً على خشبةْ
والناس ساكتُونْ
فيما يهزأ بك المتآمرونْ...
يطعنونَكَ،
يشوّهونكَ،
من كلّ شيءٍ يجرّدونَكَ...
ثيابَك يتقاسمونْ
وأنت ملك الكَون يا وطني...
يا وطني
خلّص نفسكْ،
قُمْ،
ودحرِج حجار السُّكون