...عا رواق... حلو الرواق

Wednesday, September 28, 2011

انها قصة حب (Part 12)


 ولين جالسةٌ هناك، في المقعد الأمامي من السيارة، تارةً تجول بنظرها بين الأبنية والمحال والسيارات والمشاة... على أنغام زمامير السيارات، وأغاني الراديوهات وإيقاعات النعال على الأرصفة,. وطوراً تتأمّل السيارة التي أنهكتها سنوات الخدمة، فتسمعها ترندح بكلّ جزءٍ من أجزائها آهاتِ حسرةٍ أو مواويلَ وجعٍ وتتمايل على أنغامها كما سائقُها على كلّ مفرق طريقٍ أو كوعٍ أو حفرةٍ أو مطبّ.


المدينة، كما تراها لين، رُمّمت بعض أبنيتها وجُمّلت لتخفي جراحَ الرصاص في واجهات المباني بطريقةٍ تُشعر المارّ أنّ الحرب لم تسبقه إليها ولم تعربد في غرفها وعلى شرفاتها وسطوحها... إلى أن تسطع الشمس عليها، فتفضح ظلالُ حفر الرصاص والشظايا، أو رقعُ الاسمنت التي غالباً ما تغطّيها، حقيقةً مرّةً عن حجم رقعة الحرب في بيروت. 


والبعضُ الآخر من أبنيتها حديث البناء، غريبٌ عن جيرانه، يزيدهم طولاً و ينقصهم شخصيّتاً. تعبّر واجهاته الملساء، وشبابيك الألومنيوم والشرفات المستطيلة... عن افتقادٍ لحسّ التميّز. فتصبح واجهاته، كما فتيات المدينة اللواتي لاحظتهن لين أمام المحلات خلال جولتها القصيرة هذه، متشابهةً كنسخاتٍ متعدّدةٍ لنموذجٍ واحدٍ قبيح! لكن، من هي لين لتحكم على حسّ المسؤولية لبلدية كبيرة، أو الحسّ الفنّي لمهندسين لامعين، أو على أذواق أصحاب المباني، ففي هذه الأبنية، مهما اختلفت أشكالها، يُصنع تاريخ بيروت الحديث!


وفي الطوابق الأرضية، للمباني القديمة كما الحديثة، محالٌ تجارية معظمها أقفلته وطأة الغلاء المعيشي. وما تبقّى يتوزّع بين محلات السمانة، ومحلات الألبسة والمطاعم الصغيرة. وكلٌّ منها وضع كرسيّاً، أو حجراً أو برميلاً على الطريق أمام المحلّ ليقطع صفّاً طويلاً من السيارات المركونة على جوانب الطريق تاركاً لنفسه، أو للزبون العزيز مكاناً ليركن سيارته...



(يتبع)


انها قصة حب - الفصل الثاني:

Sunday, September 25, 2011

ما عم بفهم... ليلة غزل على تويتر


ما عم بفهم عالوردات،
اللي بردّاتي عم بتلوح،
ما بعمري سقيت الردّات، 
إلاّ من كاسي المجروح


ما عم بفهم عالكلمات،
يللي صوبك عم بتروح،
مع إنّي الليلة بالذات، 
صوتي مش طالع مبحوح


 ما عم بفهم عالأفكار،
يللي حولك عم بتدور، 
تقرا بعيونك أسرار، 
وتكتب عا شفافك سطور


ما عم بفهم كيف النهار،
لماّ ينشّف منّو النور، 
ويصرخ ليلو "مشّي سهار"، 
بيسهر بعيونك مسرور


ما عم بفهم كلّ الناس،
ولا عم بفهم كلّ الفنون، 
شويّة بتطلّع بالكاس، 
وشويّة بخصرك مفتون


ما عم بفهم عالإحساس،
يللي بقلبي عم بيكون، 
إن سكرة أو برمة راس،
أو شعلة حبّك بجنون


Friday, September 23, 2011

خريف...



صيف كتب وصيّتُه عا وراق الخريف
والوراق تتمرجح بالهوا الخفيف
وتوقع صفرا عالأرض وقبل ما تدوب
تحكي الأرض وتنقلاّ يللي مكتوب:
"العصفورة فلّت رايحة صوب الدَّفى
حسّت بجمر قلبي عم ينطَفَى
وأنا اللي ممدّد ناطر عا فراش الموت
سامع الريح توَلوِل بأعلى صوت
وسامع وسط ضجيجها عشّاق اتنين
حكيُن حلو... بسمة وضحكة ونظرة عين
عم موت... وهنّي يحكوا... وتمرق ساعات
عم يحكوا... خلّوني إعشق الحياة!"