...عا رواق... حلو الرواق

Sunday, June 5, 2011

انها قصة حب (Part 8)

  كثيرون يحبّون مشهد غروب الشمس، ويرون فيه تجسيداً لكلّ ما في الطبيعة من جمالٍ وألوان. لكنّه، وبالنّسبة للبعض، تجسيدٌ للموت، انحسارٌ لكُلِّ جمال الطبيعة وألوانها في لحظةٍ أخيرة، آخر رمقٍ لنهارٍ غلبه الظلام. 

هؤلاء يفضّلون شروق الشمس: لحظةٌ يرسمها الفجر زاهية الألوان على صفحات الليل السوداء، لحظةٌ يصيح فيها الدّيك للدنيا لتقوم بينما يرندح الدوريّ للليل لينام... لحظةٌ تعانق فيها الشمس أرضها الجميلة بدفء أشعّةٍ ذهبيّة.

 واليوم، حين أطلّت الشمس على إحدى قرى الشمال، رأتها واقفةً هناك، فتاة في العشرين من عمرها مفعمةٌ بالحياة، واقفةٌ أمام مدافن الضيعة تصلّي. تتذكّر ذلك اليوم حين أحضروها إلى منزل جدّيها وكان الجميع ينظر إليها بنظرات الشفقة والتحسّر. إنّها لين. ذلك اليوم وُجدت أمّها على الرصيف ممدّدةً على الأرض متمسّكةً بربطة الخبز وقد أصابتها إحدى الشظايا. 

واليوم تودِّعها لين وتصلّي إلى السماء لتحميها؛ فهبي ذاهبةٌ إلى بيروت.  


(يتبع)


انها قصة حب - الفصل الأوّل

No comments:

Post a Comment