ولين جالسةٌ هناك، في المقعد الأمامي من السيارة، تارةً تجول بنظرها بين الأبنية والمحال والسيارات والمشاة... على أنغام زمامير السيارات، وأغاني الراديوهات وإيقاعات النعال على الأرصفة,. وطوراً تتأمّل السيارة التي أنهكتها سنوات الخدمة، فتسمعها ترندح بكلّ جزءٍ من أجزائها آهاتِ حسرةٍ أو مواويلَ وجعٍ وتتمايل على أنغامها كما سائقُها على كلّ مفرق طريقٍ أو كوعٍ أو حفرةٍ أو مطبّ.
المدينة، كما تراها لين، رُمّمت بعض أبنيتها وجُمّلت لتخفي جراحَ الرصاص في واجهات المباني بطريقةٍ تُشعر المارّ أنّ الحرب لم تسبقه إليها ولم تعربد في غرفها وعلى شرفاتها وسطوحها... إلى أن تسطع الشمس عليها، فتفضح ظلالُ حفر الرصاص والشظايا، أو رقعُ الاسمنت التي غالباً ما تغطّيها، حقيقةً مرّةً عن حجم رقعة الحرب في بيروت.
والبعضُ الآخر من أبنيتها حديث البناء، غريبٌ عن جيرانه، يزيدهم طولاً و ينقصهم شخصيّتاً. تعبّر واجهاته الملساء، وشبابيك الألومنيوم والشرفات المستطيلة... عن افتقادٍ لحسّ التميّز. فتصبح واجهاته، كما فتيات المدينة اللواتي لاحظتهن لين أمام المحلات خلال جولتها القصيرة هذه، متشابهةً كنسخاتٍ متعدّدةٍ لنموذجٍ واحدٍ قبيح! لكن، من هي لين لتحكم على حسّ المسؤولية لبلدية كبيرة، أو الحسّ الفنّي لمهندسين لامعين، أو على أذواق أصحاب المباني، ففي هذه الأبنية، مهما اختلفت أشكالها، يُصنع تاريخ بيروت الحديث!
وفي الطوابق الأرضية، للمباني القديمة كما الحديثة، محالٌ تجارية معظمها أقفلته وطأة الغلاء المعيشي. وما تبقّى يتوزّع بين محلات السمانة، ومحلات الألبسة والمطاعم الصغيرة. وكلٌّ منها وضع كرسيّاً، أو حجراً أو برميلاً على الطريق أمام المحلّ ليقطع صفّاً طويلاً من السيارات المركونة على جوانب الطريق تاركاً لنفسه، أو للزبون العزيز مكاناً ليركن سيارته...
المدينة، كما تراها لين، رُمّمت بعض أبنيتها وجُمّلت لتخفي جراحَ الرصاص في واجهات المباني بطريقةٍ تُشعر المارّ أنّ الحرب لم تسبقه إليها ولم تعربد في غرفها وعلى شرفاتها وسطوحها... إلى أن تسطع الشمس عليها، فتفضح ظلالُ حفر الرصاص والشظايا، أو رقعُ الاسمنت التي غالباً ما تغطّيها، حقيقةً مرّةً عن حجم رقعة الحرب في بيروت.
والبعضُ الآخر من أبنيتها حديث البناء، غريبٌ عن جيرانه، يزيدهم طولاً و ينقصهم شخصيّتاً. تعبّر واجهاته الملساء، وشبابيك الألومنيوم والشرفات المستطيلة... عن افتقادٍ لحسّ التميّز. فتصبح واجهاته، كما فتيات المدينة اللواتي لاحظتهن لين أمام المحلات خلال جولتها القصيرة هذه، متشابهةً كنسخاتٍ متعدّدةٍ لنموذجٍ واحدٍ قبيح! لكن، من هي لين لتحكم على حسّ المسؤولية لبلدية كبيرة، أو الحسّ الفنّي لمهندسين لامعين، أو على أذواق أصحاب المباني، ففي هذه الأبنية، مهما اختلفت أشكالها، يُصنع تاريخ بيروت الحديث!
وفي الطوابق الأرضية، للمباني القديمة كما الحديثة، محالٌ تجارية معظمها أقفلته وطأة الغلاء المعيشي. وما تبقّى يتوزّع بين محلات السمانة، ومحلات الألبسة والمطاعم الصغيرة. وكلٌّ منها وضع كرسيّاً، أو حجراً أو برميلاً على الطريق أمام المحلّ ليقطع صفّاً طويلاً من السيارات المركونة على جوانب الطريق تاركاً لنفسه، أو للزبون العزيز مكاناً ليركن سيارته...