اضطرّت عائلة كريم أن تمضي الليل في الملجأ، وكذلك لين التي لم تعرف بعد شيئاً عن أمّها ممّا زاد من قلقها وخوفها الى حدّ البكاء. اقترب كريم وجلس قربها صامتاً، فاتّكأت الفتاة عليه وأثقلت كتفه بدموعها الغزيرة، الى أن أثقل عيونها النعاس فنامت... وبينما كان يتأمّل وجه رفيقته النائمة، رفيقةٌ جمعته بها حربٌ فرّقت بين كثيرين، وبينما كانت تلاحق عيناه الدموع التي لم تجفّ بعد عن وجهها غفى هو الآخر...
وصل عمّ كريم في صباح اليوم التالي. ولحظة كانت تهمّ العائلة بالرحيل، وقفت لين عند باب الملجأ وبدأت تبكي فسألها كريم "شو بكي؟"، أجابت "إمّي فلّت من مبارح... وبعد ما رجعت... وهلّق انتو كمان فالّين." تبلكم الولد وأدمعت عيناه، وكان هذا أوّل حديث بينهما بعد صمتٍ طويل.
جلس كريم قرب أمّه في المقعد الخلفيّ، ولمّا انطلقت السيّارة لم يستطع إلّا أن يلتفت الى الوراء إلى لين ليودّعها بنظراته الحزينة ودموعٍ سخيّة... وقبل أن تختفي خلف مشاهد الدمار، رأى سيّارةً تتوقّف ويركض راكباها صوب لين...
No comments:
Post a Comment